تفاصـيـل..

حسن البطل


الاستيطان اليهودي تجده في التفاصيل، ولو أن تشبيه الاستيطان بالسرطان أكثر شيوعاً في الخطاب السياسي التعبوي الفلسطيني.. وهاكم أمثلة:
1- كثرة المعابر، الخارجية والداخلية، لا تغني الاحتلال عن كثرة الحواجز.. وهذه وتلك من كثرة المسالك التي يضطر إليها المواطنون، إمّا من ثغرات جدار لم يكتمل حول القدس مثلاً، أو فوق ركام من الجلاميد والحجارة أسفل الجدار القائم.
لسبب قد لا يعنيكم وقد يعنيني، استبدلت إدارة التحرير رسمة الزميل بهاء البخاري بصورة فوتوغرافية كأنها كاريكاتور: تلميذة وحيدة تلتمس مسلكاً أسفل الجدار بين ضاحية البريد - بيت حنينا. الجدار خلفها، وأمامها انعكاس صورة الجدار على مياه بركة قذرة. الجدار على حسابنا، وبركة المياه القذرة على حسابنا. لهم شروط تأمين الاستيطان وطرق التفافية لتأمين حركة المستوطنين.. ولنا أن نلتمس مسلكاً بين الجدار وبركة المياه القذرة!
2- كم التهم الجدار من أراضي مدينة قلقيلية؟ هذه مسألة دونمات فوق دونمات.. لكن، مَن الذي سيعالج بعض أضرار الجدار الجانبية، مثل برك المياه شرقي الجدار؟ بالطبع، ليس إسرائيل.
في الأخبار الداخلية لعدد (الأيام) 22 شباط، أن بلدية قلقيلية باشرت مشروع صرف صحي وتصريف مياه الأمطار بكلفة 800 ألف شيكل، قدّم الصليب الأحمر 650 ألف شيكل منها، وتساهم البلدية بـ 150 ألف شيكل.
3- فقط، بعد تدخل شخصي من وزير خارجية فرنسا، برنار كوشنير لدى وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، وافقت إسرائيل على إدخال كمية محددة من مواد البناء لصالح مشروع المجاري شمال مدينة غزة، بينما ينتظر مشروع عام لحل مشاكل برك تجميع مياه الأمطار والمياه المبتذلة (موافقة استراتيجية) إسرائيلية. الخط الأحمر في برك المياه القذرة بقطاع غزة غيره الخط الأحمر في مستوى سطح بحيرة طبريا.
4- من بين زهاء 570 حاجزاً إسرائيلياً في الضفة، فإنّ نصيب محافظة نابلس منها يزيد على 601، سبعة منها تحيط بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم، وبعضها في صرامة معابر غزة الخارجية، أو معابر بيت لحم - القدس، رام الله - القدس، مثل حواجز حوارة والحمرا وبيت فوريك. مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خصّ بالتحديد 10 حواجز صارمة خارج مدينة نابلس.
5- أصدرت بلدية نابلس نشرة عن أحوال المدينة والمحافظة، كملحق آخر من ملاحق تُوزَّع مع (الأيام)، واستندت النشرة الى تقرير لحركة السلام الآن الاسرائيلية العام 2007 عن المستوطنات اليهودية في محافظة نابلس.
ماذا فعلتُ أنا؟ مستخدماً حاسبة صغيرة كالكوليتر]، رحتُ أجمع وأطرح وأقسم. ماذا طلع معي؟
ü هناك 22 مستوطنة بارزة (لا بؤر استيطانية) في المحافظة.
ü يبلغ عدد المستوطنين الإجمالي 11585 مستوطناً.
ü متوسط بُعد المستوطنات عن الخط الأخضر هو 7،24 كم.
ü متوسط عدد سكان المستوطنات الـ22 هو 527 نسمة.
ü أقرب مستوطنة للخط الأخضر هي مستوطنة >روتيم<، وأقيمت سنة 2001، وعدد سكانها 18 مستوطناً، وتبعد عن الخط الأخضر 9،5 كم.
ü أعمق مستوطنة هي >معاليه افرايم<، وأقيمت سنة 1970، وعدد سكانها 844،13 مستوطناً، وتبعد عن الخط الأخضر 7،34 كم.
لماذا تكبدتُ استخراج مفردات وتفاصيل مستوطنات محافظة نابلس؟ لأن الحواجز والمستوطنات هي السبب العميق الذي جعل مدينة جبل النار تغلي بالمشاكل الأمنية.
هذه المعلومات تشكّل خلفية لفهم أسباب تظاهرات يوم الجمعة الشعبية الفلسطينية ضد الجدار الفاصل في: بلعين، كفل حارس (محافظة سلفيت)، والخضر والمعصرة وأم سلمونة (محافظة بيت لحم).
كانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد طلبت من الحكومة تحريك مشروع الجدار الفاصل حوالي (2) كم غربي بلعين. يبدو أن شيئاً لم يتم على أرض الواقع.
üüü
ذاهبون الى مفاوضات الوضع النهائي، جميع عناصر الحل مطروحة للنقاش. لم يتم الاتفاق على أية نقطة أو مشكلة أو قضية من هذه العناصر.. غير أن الشيطان يختبئ في التفاصيل، أو في أرقام ومعطيات تمادي الاستيطان.

حسن البطل

مشكور اخي عبد علي موضوعك الرائع

تحياتي الك

تقبل مروري السرررررريع

مشكور اخي عبد علي موضوعك الحلو

تحياتي الك

امطرنا بمزيد من مواضيع

تقبل مروري السريع

دمت لنا بكل خير

مشكوور اخوي عبد


وفي انتظار جديدك