جلس عند بزوغ النور، نور الشمس
بعد ليل طويل قضاه في مشاعره التي
أشعلتها فتاة سحرت لب عقله
فتاةُ كانت غائبة عن فكره أزمان، وبلقاءٍ عابر قلبت وجوده
جعلته يتمتم طوال ليله،
هي من كنت أحلم بها كيف أني لم أفكر فيها
فيما مضى من عمري ، أتراها كانت ميتة وأحييت لي في تلك الليلة
لا أصدق الأموات لا يرجعون للدنيا ، وهي رجعت لدنيتي إذن هي
لم تكن ميتة بل كانت غائبة فكل غائب لابد من يوم يرجع فيه
وهي رجعت إليّ
ولكنها كانت فيما مضى شاحبة اللون مشغولة الفكر
وهاهي اليوم مشرقة الوجه كشمسٍ ساطعة ، وعينها لا تفارق عيني
ربما فيما مضى ، كان يعلوها الحياء ويكسوها الخجل
لا بل تلك الليلة كانا الحياء والخجل يصاحبانها طوال الوقت لم يفارقاها لحظة واحدة ، على الرغم من ابتساماتها الرقيقة من حين لآخر ، لكنها لم تهمس ببنت شفه
حيّرَه ما جرى تلك الليلة واقترب عقله من هذه الفكرة
ربما كان مجرد حلم! نعم هكذا تبدو الأحلام تبحر بالإنسان في بحار الخيال
فتريه ما لا يخطر بباله
لكنه تدارك كلامه في آخر لحظة وهتف مستغرباً : لا لا إنه ليس حلماً لقد أعطتني منديلها ، نعم المنديل
فأخذ يبحث عنه في جيبه وهو يقول: أين هو المنديل ؟
بينما هو يبحث عنه هتف فرحاً: لقد وجدته لقد وجدته لم يكن حلماً
قرّب المنديل من وجهه واخذ يشمه وهو يقول : نعم هذه رائحة عطرها المفضل
بينما هو على هذه الحال سقطت ورقة من المنديل
أخذ الورقة وفتحها بلهفة وإذا فيها
(( عزيزي لك عذري وأسفي لقد غبت عنك عمراً وأبقيتك في انتظاري دهراً
أعرف أني سأوقظ مشاعرك النائمة وأعرف أنك ستحتار في أمري
ستحتار من عدمي في الماضي ووجودي في حاضرك
إنها الأيام فرقت بيننا وها نحن اليوم نحيي مشاعر كانت نائمة
التوقيع حبيبتك................. ))